ميزان المراجعة في المحاسبة هو تقرير مالي يُستخدم للتحقق من الدقة الرياضية لمدخلات الحسابات في دفتر الأستاذ العام للشركة.
يسرد هذا التقرير الرصيد النهائي لكل حساب في دفتر الأستاذ، مثل الأصول والخصوم والإيرادات والمصروفات، ويجب أن يساوي مجموع هذه الأرصدة صفرًا.
الغرض من ميزان المراجعة هو اكتشاف أي أخطاء أو تناقضات في الإدخالات المحاسبية قبل إعداد التقارير المالية النهائية، إذ يوفر فرصة للمحاسب لتحديد وتصحيح أي فروقات وتباينات في الحسابات، مما يضمن أن تعكس التقارير المالية الوضع المالي للشركة بدقة.
اقرأ أيضًا: خمس أخطاء يرتكبها رواد الأعمال في شركاتهم الناشئة
مكونات ميزان المراجعة
يشتمل ميزان المراجعة عادةً على المكونات الآتية:
- أسماء الحسابات: يسرد هذا التقرير أسماء جميع الحسابات في دفتر الأستاذ (وكنا كتبنا مؤخرا مقال يغوص في أعماق دفتر الأستاذ وتفاصيله، تجده هنا) العام للشركة، كحسابات الأصول والخصوم والإيرادات والمصروفات. يوفر هذا لمحة شاملة عن الوضع المالي للشركة.
- أرصدة الحسابات: يُسرد الرصيد النهائي لكل حساب، إما في الرصيد المدين وإما في الدائن. تؤخذ هذه المعلومات من دفتر الأستاذ العام، وتوضح قيمة كل حساب في نهاية الفترة المحاسبية.
- إجمالي الديون: أي سرد مجموع جميع الأرصدة المدينة. يمثل هذا المجموع المبلغ الكلي للأموال المستحقة على الشركة.
- إجمالي المستحقات: يجري سرد مجموع جميع الأرصدة الدائنة، إذ يمثل هذا المجموع المبلغ الكلي للأموال المستحقة للشركة.
أهم جانب في هذا التقرير هو أن يكون إجمالي الديون مساويًا لإجمالي المستحقات. فإذا كانت المجاميع غير متساوية، فهذا يشير إلى وجود خطأ في الإدخالات المحاسبية، يجب تصحيحه قبل إعداد التقارير المالية النهائية.
على سبيل المثال، إذا جرى تسجيل مصروف ما كدين (خصم) بدلاً من مستحقات (ائتمان)، فسيؤدي ذلك إلى أن يكون الميزان غير متوازن، وسيتعين تصحيح الخطأ.
من الهام أن نفهم أنَّ هذا التقرير لا يُعدُّ ضمانًا للدقة، وإنَّما هو أداةٌ مفيدة لاكتشاف الأخطاء في السجلات المحاسبية. وبإعداده بصورة منتظمة، يستطيع المحاسب التأكد من أنَّ التقارير المالية تعكس بدقة المركز المالي للشركة.
اقرأ أيضًا: أربع خطوات تساعد منشأتك على النمو بشكل أسرع
ما هو خطأ ميزان المراجعة؟ وهل هناك أي قيود عليه؟
خطأ ميزان المراجعة هو تناقض بين إجمالي أرصدة المدين وإجمالي الأرصدة الدائنة في دفتر الأستاذ العام، مما قد يشير إلى وجود مشكلة تتعلق بدقة السجلات المالية أو اكتمالها.
هناك عدة قيود قد تعترض إعداد ميزان المراجعة، منها:
- اختلافات التوقيت: عادةً ما يُجرى ميزان المراجعة في وقت معين، وقد لا يعكس المعاملات التي لم يجري تسجيلها أو ترحيلها بعد.
- المعاملات غير المسجلة: لا يضمن ميزان المراجعة اكتمال السجلات المالية، وقد لا يأخذ في الاعتبار المعاملات التي حُذفت أو سُجلت خطأ.
- أخطاء في الحساب: يتحقق ميزان المراجعة فقط من إضافة أرصدة المدين والدائن في الحسابات، ولا يتحقق من الأخطاء الأخرى مثل أخطاء العمليات الحسابية أو الإدخالات غير الصحيحة.
- أخطاء التصنيف: لا يتحقق ميزان المراجعة من دقة تصنيف المعاملات المحاسبية، مثل أن تكون المعاملة قد جرى تسجيلها في الحساب الصحيح.
- الأنشطة الاحتيالية: لا يوفر ميزان المراجعة ضمانًا ضد الأنشطة الاحتيالية، مثل تزوير السجلات المالية أو سرقة الأصول.
اقرأ أيضًا: سبع نصائح لإنجاح إستراتيجيتك المالية!
ما الفرق بين ميزان المراجعة والميزانية العمومية؟
الفرق الرئيسي بين ميزان المراجعة والميزانية العمومية هو النطاق. لا تسجل الميزانية العمومية فقط الأرصدة الختامية للحسابات داخل الشركة، ولكن تسجل أيضا الأصول والخصوم وحقوق الملكية للشركة.
وعادة ما يجري إصدارها للجمهور، بدلاً من استخدامها داخليًّا فقط، وتتطلب توقيع المدقق حتى يُنظر إليه على أنَّه جدير بالثقة.
أما ميزان المراجعة فهو وثيقة أقل رسمية. حيث لا توجد اتفاقيات خاصة حول كيفية إعداد موازين المراجعة، ويمكن إكمالها كلما احتاجت إليها الشركة.
غالبًا ما يُستخدم ميزان المراجعة كأداة لتتبع الشؤون المالية للشركة على مدار العام، في حين أنَّ الميزانية العمومية هي بيان قانوني للمركز المالي للشركة في نهاية السنة المالية.
اقرأ أيضًا: أيّها تناسبك أكثر: برامج المحاسبة التقليدية أم السحابية؟
أنواع ميزان المراجعة
له 3 أنواع رئيسة، وهي:
-
ميزان المراجعة غير المعدل
هو تقرير أولي يجري إعداده قبل نهاية الفترة المحاسبية. وهو يسرد أرصدة كل حساب في دفتر الأستاذ العام كما هي قبل إجراء أي تعديلات.
يُستخدم هذا التقرير للتحقق من الدقة الحسابية للإدخالات في دفتر الأستاذ العام واكتشاف أي أخطاء قد تكون قد حدثت في أثناء عملية التسجيل. يوفر هذا النوع فرصة لتصحيح أي أخطاء قبل إعداد التقارير المالية النهائية.
-
ميزان المراجعة المعدل
يجري إعداده بعد نهاية الفترة المحاسبية، ويتضمن جميع الحسابات في دفتر الأستاذ العام. يعكس هذا التقرير الأرصدة النهائية لكل حساب بعد إجراء أي تعديلات ضرورية. يُجرى تعديل الإدخالات لتصحيح الأخطاء أو لتحديث الحسابات، مثل تسجيل الاستهلاك أو المصروفات المتراكمة.
ويوفر ميزان المراجعة صورة شاملة للمركز المالي للشركة في نهاية الفترة المحاسبية، ويُستخدم لضمان أن يكون إجمالي الديون لا يزال مساويًّا لإجمالي المستحقات بعد إجراء إدخالات التعديل.
-
ميزان المراجعة بعد الإغلاق
هو تقرير يجري إعداده بعد اكتمال التقارير المالية النهائية. وهو يسرد أرصدة جميع الحسابات الدائمة في دفتر الأستاذ العام ويُستخدم لضمان إغلاق جميع الحسابات المؤقتة إغلاقًا صحيحًا، وأن تكون أرصدة الحسابات الدائمة ما تزال متوازنة.
يعد هذا النوع هامًّا لأنَّه يوفر فحصًا نهائيًّا لدقة البيانات المالية، ويؤكد أنَّ جميع الحسابات قد أغلقت جيدًا وجرى موازنة الدفاتر المحاسبية بدقة، كما يوفر فرصة لاكتشاف أي أخطاء قد تكون حدثت في أثناء عملية الإغلاق، ويضمن تصحيحها قبل بدء الفترة المحاسبية الجديدة.
اقرأ أيضًا: الدليل الوحيد الذي ستحتاج إلى قراءته عن المحاسبة الإدارية
ما هي الخطوات التي يجب اتباعها في حالة عدم توازن ميزان المراجعة؟
إذا كان الميزان غير متوازن، بمعنى أنَّ إجمالي عمود الديون لا يساوي إجمالي عمود المستحقات، فمن الضروري إيجاد وتصحيح الخطأ أو الأخطاء التي تسببت في حالة عدم التوازن هذه.
فيما يلي الخطوات التي يجب اتباعها في هذه الحالة:
- مراجعة الحسابات والأرصدة: ابدأ بمراجعة الحسابات والأرصدة في هذا التقرير للتأكد من صحتها. وتحقق من وجود أي أخطاء في النقل، مثل إدخال رقْم في المكان الخطأ، أو من أي أخطاء أخرى قد تكون حدثت في أثناء عملية التسجيل.
- تحقق من وجود حسابات محذوفة: تحقق إن كانت حُذفت أي حسابات من التقرير . قد يكون هذا سهوًا بسيطًا، أو قد يكون مؤشرًا لمشكلة أكبر.
- تحقق من العمليات الحسابية: تحقق من أنَّه قد جرى حساب مبالغ الديون والمستحقات جيدًا، ومن عدم وجود أخطاء حسابية.
- إجراء مقارنة بمستندات المصدر: قارن التقرير بمستندات المصدر، مثل الفواتير والإيصالات وكشوف الحسابات البنكية، للتأكد من أنَّه جرى تسجيل جميع العمليات المحاسبية.
- تحقق من وجود إدخالات مكررة: تحقق من وجود أي إدخالات مكررة في دفتر الأستاذ العام، إذ يمكن أن تتسبب في عدم توازن في التقرير.
- تتبع الأخطاء: بمجرد تحديد المصدر المحتمل للخطأ، ارجع إلى المعاملة الأصلية وأجرِ أي تصحيحات ضرورية.
- أعِد العمل على التقرير: بعد تصحيح الأخطاء، أعد العمل على التقرير للتأكد من تساوي مجاميع عمودَي الديون والمستحقات.
قد يستغرق العثور على الأخطاء وتصحيحها في التقرير وقتًا طويلاً، ولكنَّه أمر هام لضمان دقة وسلامة السجلات المالية للشركة. باتباع هذه الخطوات، يمكن العثور على مصدر عدم التوازن وتصحيحه.
اقرأ أيضًا: دليلك الشامل لمحاسبة التكاليف: مفهومها، وأهدافها وخصائصها وتفاصيل أخرى
اعتبارات خاصة
بعد إدراج جميع حسابات دفتر الأستاذ وأرصدتها في تقرير ميزان المراجعة بتنسيقه القياسي، أضِف جميع الأرصدة المدينة والأرصدة الدائنة منفصلة لإثبات المساواة بين إجمالي الديون وإجمالي المستحقات.
يضمن هذا التوحيد عدم وجود ديون ومستحقات غير متكافئة أُدخلت خطأ، لكن ومع ذلك، لا يمكن للميزان غير المدقق اكتشاف أخطاء مسك الدفاتر التي ليست أخطاء رياضية بسيطة.
فإذا أدخلت ديون ومستحقات متساوية في حسابات خاطئة، أو حدثت أخطاء موازنة مع الخصم والائتمان في نفس الوقت، فسيظل الميزان يُظهر توازنًا مثاليًّا بين إجمالي الديون والمستحقات.
اقرأ أيضًا: كل نماذج محاسبة excel التي تحتاج إليها في مكان واحد
أسئلة شائعة
-
ما هو ميزان المراجعة بالمجاميع؟
هو كشف محاسبي يعد في تاريخ محدد، بحيث يوضح مجاميع الجانب المدين ومجاميع الجانب الدائن لجميع الحسابات الخاصة بالأصول والخصوم والمصروفات والإيرادات التي ظهرت في دفتر الأستاذ العام، باستثناء رصيد الحساب المرحّل إلى دفتر الأستاذ.
-
ما هو ميزان المراجعة بالأرصدة؟
هو كشف مشابه في الشكل لميزان المراجعة بالمجاميع، ولكنَّه يحتوى على الرصيد المرحل أو المنقول إلى دفتر الأستاذ العام. أي وببساطة، هو ظهور أرصدة حسابات المدين والدائن فقط.
-
ما هو ميزان المراجعة بالمجاميع والأرصدة؟
يمكن عمل ميزان المراجعة بالأرصدة والمجاميع في ميزان واحد، بحيث يجري إيضاح وضع جميع الحسابات خلال مدة محددة، واتخاذ الفرق بين الأرصدة الدائنة والمدينة في التقرير بالمجاميع، ووضع الفرق في ميزان المراجعة بالأرصدة.
اقرأ أيضًا: ست طرق لتطوير منشأتك من أجل مواكبة المتغيّرات
-
ما هي الحسابات التي لا تظهر في ميزان المراجعة؟
توجد عدة أنواع من الحسابات لا تظهر في ميزان المراجعة، وهي:
- الحسابات الاسمية: وهي حسابات مؤقتة تُغلق في نهاية كل فترة محاسبية وتُستخدم لتسجيل المعاملات المتعلقة بالإيرادات والمصروفات. وهي لا تظهر في التقرير لأنَّه يُعاد تعيينها إلى الصفر في نهاية كل فترة.
- الحسابات المعلقة: تُستخدم هذه الحسابات كمكان حجز مؤقت للمعاملات التي يكون حسابها الصحيح غير معروف. ولا يجري تضمينها عادةً لأنَّه يُقصد منها أن تكون مؤقتة بطبيعتها.
- الحسابات المعاكسة: وهي حسابات مقاصة تُستخدم لتقليل رصيد حساب آخر. على سبيل المثال، حساب الإهلاك المتراكم هو حساب أصول يُستخدم لتقليل رصيد حساب الأصول الثابتة. لا تظهر هذه الحسابات لأنَّ أرصدتها مدرجة بالفعل في الحسابات المقابلة.
- حسابات غير قابلة للترحيل: وهي حسابات لا يُقصد بها تسجيل أي معاملات فيها، مثل حسابات المراقبة. لا تظهر هذه الحسابات، إذ لا يجري استخدامها لتسجيل أي معاملات مالية.
اقرأ أيضًا: ما هي المحاسبة المالية؟ وما أهميتها وكيفية تفعيلها في منشأتك؟
في الختام
إذًا كما رأينا، ميزان المراجعة هو ورقة عمل تحتوي على عمودين، أحدهما للخصوم والآخر للمستحقات، مما يضمن صحة مسك دفاتر الشركة من الناحية الحسابية.
تشمل المدينات والمستحقات جميع المعاملات التجارية للشركة خلال فترة معينة، منها مجموع هذه الحسابات مثل الأصول والمصروفات والمطلوبات والإيرادات.
يمكن استخدام ميزان المراجعة لتقييم الوضع المالي للشركة بين عمليات التدقيق السنوية الكاملة، فإذا كان لديك أي شيء تحتاج إليه في هذا الصدد، فتواصل مع فوم.
لقد خصصت لكَ فوم برنامجًا سحابيًّا بأعلى معايير الجودة وأفضل الميزات لك خاصة، وبحسم (خصم) 90٪ لمدة 6 أشهر دون أي تكاليف تُذكر. قدِّم عليه الآن.
