شركة المساهمة المبسطة أم المناطق الحرة؟ دليلك لاختيار الكيان القانوني الأنسب لشركتك الناشئة

في رحلة روّاد الأعمال نحو إطلاق مشاريعهم، لا تقل أهمية اختيار الكيان القانوني عن الفكرة نفسها، بل تصبح قرارًا محوريًا يؤثر في الجوانب القانونية والضريبية والإدارية للمشروع. وفي ظل التطوّر السريع والتنظيم المشجع للبيئة الاستثمارية في المملكة العربية السعودية، يواجه العديد تحديًا جوهريًا: هل تمضي قُدمًا باستخدام شركة المساهمة المبسطة (SAS) أم تُفضل إنشاء شركة ضمن المناطق الحرة؟

منصة إياس، المتخصصة بدعم وتسهيل تأسيس الشركات في السعودية، تقدّم في هذه التدوينة مقارنة معمّقة بين الخيارين؛ لنستعرض الفروقات من ناحية الإجراءات القانونية، التكاليف، المسؤوليات، والمزايا الضريبية والإدارية. الهدف؟ أن نزوّدك كراعٍ لمشروع ناشئ بأدوات ومعلومات تساعدك في اختيار الشكل القانوني الأنسب لمراحلك الأولى في السوق السعودي.

أولًا: شركة المساهمة المبسطة: 

عزز نظام الشركات الجديد الصادر في 19 يناير 2023م شركة المساهمة المبسطة مما عزز نمو الشركات الصغيرة والمتوسطة وروّاد الأعمال، كون لدى شركة المساهمة المبسطة عدة مزايا ومنها تمكين إدخال المستثمرين بسهولة وتداول الأسهم بشكل مرن، وعليه سنعرج على أبرز مزايا تلك الشركة. 

• مرونة رأس المال: لا تشترط شركة المساهمة المبسطة حدًا أدنى لرأس المال. 
• إدارة مرنة: يسمح في شركة المساهمة المبسطة بتعيين مدير واحد أو مجلس إدارة دون الحاجة إلى جمعيات عامة
• تداول الأسهم بسرعة ومرونة: يمكن من خلال شركة المساهمة المبسطة تقسيم الأسهم إلى فئات مختلفة وبحقوق مختلفة مما يسمح بتلبية احتياجات كافة أنواع المستثمرين. 
• إضافة قيود تصرف حسب نظام الشركة الأساس: يمكن في شركة المساهمة تقييد الإفصاح المالي الدوري كونه غير الزامي، مع إمكانية فرض قيود على تصرف المساهمين في الأسهم، مما يساعد الشركات الناشئة في تقليل الاعباء والحفاظ على استقرار هيكل الملكية.
• المسؤولية المالية المحدودة: تكون الشركة وحدها مسؤولة عن الديون والالتزامات الناتجة عن نشاطها، مما يحمي المساهمين من الالتزامات المالية الشخصية. 
• توزيع الأرباح بحرية: يتمتع المساهمون في شركة المساهمة المبسطة بحرية في تحديد كيفية توزيع الأرباح، ويمكن تعليق الحقوق المرتبطة بأسهم معينة إلى حين التنازل عنها. 

عيوب شركة المساهمة المبسطة

رغم أن شركة المساهمة المبسطة تُعد خيارًا مرنًا وملائمًا للشركات الناشئة، إلا أنها لا تخلو من بعض التحديات التي يجب مراعاتها عند الاختيار بين الكيانات القانونية المختلفة:

• إجراءات قانونية أكثر تعقيدًا مقارنة بالشركات الصغيرة:
  على الرغم من مرونة شركة المساهمة المبسطة، إلا أن تأسيسها وإدارتها يتطلب إعداد وثائق رسمية دقيقة، إلى جانب الامتثال لبعض المتطلبات القانونية والتنظيمية التي قد تكون أكثر تعقيدًا من تلك المطلوبة في الشركات ذات المسؤولية المحدودة، خاصةً فيما يتعلق بهيكل المساهمين وإصدار الأسهم. 
• تكاليف إدارية ومحاسبية مرتفعة:
  تحتاج شركة المساهمة المبسطة إلى مستوى أعلى من الامتثال المالي والإداري، مما يعني الحاجة إلى أنظمة محاسبية متقدمة ومستشارين قانونيين لضمان الامتثال للوائح. هذه التكاليف قد تكون عبئًا على الشركات الناشئة في مراحلها الأولى. 
• قيود على التوسع الدولي مقارنة بشركات المناطق الحرة:
  رغم إمكانية جذب المستثمرين بسهولة، إلا أن شركة المساهمة المبسطة قد تواجه بعض التحديات عند التوسع خارج المملكة العربية السعودية، حيث يتطلب ذلك الامتثال لقوانين الاستثمار الأجنبي في الأسواق المستهدفة، على عكس شركات المناطق الحرة المصممة لجذب الشركات الأجنبية وتسهيل عملياتها عالميًا.

ثانياً: شركات المناطق الحرة:

 شركات المناطق الحرة تُعتبر خيارًا مثاليًا للشركات التي تستهدف التوسع الإقليمي والدولي، لتمتعها بحوافز استثمارية خاصة؛ من بينها إعفاءات ضريبية وتسهيلات لوجستية تدعم عمليات التصدير. وتُعد المملكة العربية السعودية وجهة جذابة للاستثمار الدولي، خصوصًا بعد تطوير مناطق اقتصادية خاصة، وكما جاء أعلاه سنعرج على أبرز مزايا شركات المناطق الحرة. 

• إعفاءات ضريبية وجمركية: تعفى شركات المناطق الحرة من ضريبة القيمة المضافة فيما يخص جميع التعاملات داخل المنطقة وبعض الإعفاءات الضريبية والجمركية الأخرى مما يعزز تنافسيتها ويقلل الأعباء المالية. 

• تسهيلات إدارية: يتميز النظام الإداري للمناطق الحرة بوجود منظومة شاملة لجميع الخدمات وسرعة بدء وممارسة النشاط الاقتصادي في المنطقة الحرة أسرع من غيره كون العديد من التراخيص لن تكون مطلوبة مقارنةً بالشركات الأخرى. 

• سرعة الوصول للسوق العالمي: تتمتع شركات المناطق الحرة بمواقع استراتيجية وتسهيلات في عمليات التصدير والتي من دورها تعزز من الوصول إلى الأسواق المجاورة. 

• بنية تحتية متقدمة: شركات المناطق الحرة تتوفر لديها بنية تحتية خدمية وتشريعية حديثة وشاملة كمنظومة كاملة مما يساعدها في إدارة عملياتها بكفاءة عالية، حيث توفر المناطق الخاصة على سبيل المثال وليس الحصر مدينة الملك عبدالله الاقتصادية ومنطقة نيوم بنية تحتية متقدمة لـ شركات المناطق الحرة. 

ولكي تكون المقارنة أكثر وضوحًا بين شركة المساهمة المبسطة وشركات المناطق الحرة، سنسرد الأوجه التي يمكن فيها مقارنة نوع الشركتين بحسب الجدول أدناه: 

ويأتي السؤال هنا، أيهما الأنسب لشركتك الناشئة؟ 

شركة المساهمة المبسطة: تعتبر مثالية للشركات التي تركز على الاستثمار المحلي أو تحتاج إلى مرونة في توزيع الأسهم وحرية إدارة رأس المال. يُفضل هذا النوع أيضًا إذا كنت تبحث عن حماية قانونية قوية مع احتفاظك بحرية تداول الأسهم وتوزيع الأرباح.

شركات المناطق الحرة: الأنسب للشركات التي تستهدف التصدير أو تحتاج إلى تسهيلات جمركية ودعم لوجستي للوصول إلى الأسواق العالمية. وتُعد المناطق الحرة أيضًا خيارًا ممتازًا للشركات التي تحتاج إلى بنية تحتية متقدمة، كما يجدر بالذكر أن الشركات المسجلة في المناطق الحرة يمكنها ممارسة أنشطة داخل المملكة، ولكن ذلك يستلزم تأسيس كيان قانوني منفصل داخل السعودية. لذا، يمكن لروّاد الأعمال تأسيس شركة في منطقة حرة وأخرى داخل المملكة، مما يتيح لهم الاستفادة من مزايا كلا الكيانين. 

كيف يسهّل ﭬوم‬ إدارة المحاسبة والضرائب لشركة المساهمة المبسطة؟

عند تأسيس أي شركة، يصبح الامتثال المحاسبي والضريبي من الأولويات التي لا يمكن تجاهلها، خصوصًا في ظل الأنظمة المتجددة في المملكة. بالنسبة لشركة المساهمة المبسطة، فإن وجود نظام محاسبي دقيق ومرن ﭬوم‬ مثل يساعد في:

• إدارة رأس المال وتوزيع الأرباح بسهولة: بفضل تقارير مالية دقيقة تعكس الأداء المالي لحظة بلحظة، مما يسهل على المساهمين متابعة العوائد المالية واتخاذ قرارات مدروسة.
• الامتثال للأنظمة الضريبية في السعودية: مثل ضريبة القيمة المضافة والفوترة الإلكترونية، حيث يُبسط ﭬوم‬ عملية تقديم الإقرارات الضريبية وإدارة الفواتير وفق لوائح هيئة الزكاة والضريبة والجمارك.
• إصدار التقارير المالية الشفافة: وهو مطلب أساسي للشركات التي تبحث عن مستثمرين أو ترغب في تحويل نفسها لاحقًا إلى شركة مساهمة عامة.
• أتمتة العمليات المالية وتقليل الأخطاء المحاسبية: مما يتيح لرواد الأعمال التركيز على التوسع والنمو بدلاً من الغرق في التفاصيل المالية.

هل تحتاج شركات المناطق الحرة إلى نظام محاسبي متكامل؟

بالرغم من أن شركات المناطق الحرة تتمتع بإعفاءات ضريبية وجمركية، إلا أنها لا تزال بحاجة إلى إدارة مالية دقيقة لتسيير عملياتها بكفاءة، خصوصًا عند التعامل مع عمليات التصدير والفواتير الدولية. يوفر ﭬوم‬ لهذه الشركات الأدوات اللازمة مثل:

• إدارة فواتير متعددة العملات: وهو أمر حيوي للشركات التي تعمل على نطاق إقليمي أو عالمي.
• تقارير مالية محدثة تعكس الحوافز الضريبية والمصاريف التشغيلية، لضمان الامتثال للقوانين المحلية والدولية دون تعقيدات.
• الربط السلس مع البنوك وخدمات الدفع الإلكتروني، مما يجعل المعاملات المالية أسرع وأكثر كفاءة.

سواء كنت تدير شركة مساهمة مبسطة أو شركة في المناطق الحرة، فإن اختيار نظام محاسبي موثوق مثل ﭬوم‬ يوفّر عليك الكثير من التعقيدات الإدارية، ويساعدك في التركيز على نمو أعمالك دون القلق بشأن الحسابات والالتزامات القانونية. جرب ﭬوم‬ مجانا لمدة 7 أيام.

وفي الختام،

يعتمد اختيار الكيان الأنسب على طبيعة أعمالك وأهدافك التوسعية. إذا كنت تخطط للبقاء محليًا والتركيز على السوق السعودي مع جذب مستثمرين محليين واستثمار أجنبي محتمل، فإن شركة المساهمة المبسطة ستكون الخيار الأنسب. أما إذا كانت شركتك أجنبية تستهدف الأسواق المحلية والإقليمية والدولية، وترغب في الاستفادة من الإعفاءات الضريبية ودعم المناطق الحرة، فإن اختيار شركة في إحدى المناطق الاقتصادية الخاصة سيكون الأنسب لتحقيق هذه الأهداف.

في حال الرغبة بالتقديم لخدمة قانونية مع خصم 15% يرجى التقديم هنا: //forms.gle/XtZaDfSLtn5eAeT17