يتمثل دور المحاسبة في تجميع السجلات الماليّة للشركة بطريقة تتيح فهم أرباحها أو خسائرها، ويتم تسجيل جميع هذه المعاملات في دفتر المحاسبة اليومية، كما يتم ترحيل هذه المعاملات في دفتر الأستاذ في شكل مصنّف، ويتم تلخيصها قبل التحقق من الدقة الحسابيّة عن طريق ميزان المراجعة؛ حيث تعد الخطوة التالية بعد إعداد ميزان المراجعة هي إعداد الحسابات الختاميّة.
وهنا، سيطرح هذا المقال أهم المعلومات المتعلّقة بهذه الحسابات التي تدعى الحسابات الختامية، وأهم ميزاتها والأهميّة المحاسبيّة لها، وكيف تلعب دورًا محوريًّا في فهم نظام التشغيل والوضع المالي العام للكيان التجاري.
اقرأ أيضًا: الدفاتر المحاسبية وأنواعها
ما هي الحسابات الختامية؟
تُعرف الحسابات الختامية بأنها الحسابات التي يتم إعدادها في المرحلة النهائية من العملية المحاسبيّة، حيث يتم عرض دفاتر الأستاذ المختلفة المحفوظة في ميزان المراجعة للكيان (المنظمة أو المنشأة)، بالطريقة المحددة لبيان الربحية والمركز الماليّ لفترة محددة.
وبعبارة أخرى، فإن الحسابات الختامية هي الحسابات التي تساعد الشركة على فهم كل من حسابات التداول، والأرباح أو الخسائر وحساب المركز المالي للكيان.
تعرّف أكثر على: قيود التسوية وأهم المعلومات عنها
شرح الحسابات الختامية
في البداية، يتم تسجيل المعاملات في دفتر اليومية الخاص بالشركة، والتي تنعكس بعد ذلك في دفتر الأستاذ، ثم، من أجل تقديم حالة وأداء الكيان المالي خلال الفترة المحاسبية المحددة (سواء كانت سنة، نصف سنة، ربع سنة، إلخ)، يتم إعداد الحسابات النهائية، والتي تتضمن حسابات كل من: التداول، وحساب الربح أو الخسارة لبيان صافي الربح المكتسب خلال الفترة أو الخسارة التي تكبّدتها الشركة خلال الفترة، وكذلك بيان حساب المركز المالي الذي يوفر أصول والتزامات الكيان في نهاية الفترة المحاسبية.
ما هي أنواع الحسابات الختامية؟
تظهر الحسابات الختامية بعدة أنواع وهي:
حساب التداول
يتم إعداد حساب التداول لإظهار نتائج التداول للشركة، مثل إجمالي الربح المكتسب أو إجمالي الخسارة التي تكبّدتها الشركة، حيث يظهر حساب التداول نتيجة بيع وشراء البضائع، ويتكون حساب التداول من سبعة حسابات أساسيّة تعبّر عن عمليات شراء وبيع البضائع في الكيان التجاري، وهذه الحسابات السبع هي:
- حساب بضاعة آخر المدة: هو حساب يُستخدم لتسجيل قيمة المخزون من البضائع المتبقية في نهاية الفترة المحاسبية، أي قيمة البضائع التي لم يتم بيعها حتى نهاية الفترة المالية، ويكون ذلك ضمن سياق محاسبي لتقدير قيمة المخزون وتحديد التكلفة الفعلية للبضائع المتاحة للبيع، كما يشير الحساب إلى القيمة الدفترية للبضائع المتبقية في المخزون، وهو جزء من إعداد الحسابات الختامية للشركة.
- حساب بضاعة أول المدة: هو حساب يُستخدم لتسجيل قيمة المخزون من البضائع المتاحة في بداية الفترة المحاسبية؛ حيث يعكس هذا الحساب قيمة البضائع التي كانت مخزنةً ومتاحةً للبيع في بداية الفترة المحاسبية، ويُستخدم كجزء من تقييم المخزون وحساب التكلفة المتاحة للبيع، كما يكون لهذا الحساب دور هام في عملية إعداد الحسابات الختامية لتحديد التكلفة الابتدائية للمخزون وتقدير قيمته في بداية الفترة المحاسبية.
- حساب المشتريات: تعد جميع المشتريات تابعة لحساب المصروف وبالتالي ستظهر فى الجانب المدين لحساب التداول.
- حساب مردودات المشتريات: هو حساب يُستخدم لتسجيل القيمة المالية للمردودات أو البضائع التي قام المشتري بإرجاعها إلى البائع؛ حيث يُسجل هذا الحساب التخلص من البضائع أو المواد التي تم شراؤها ولكن تمت إعادتها بسبب عيب أو عدم انطباقها على المواصفات المطلوبة، وتجدر الإشارة إلى أنَّ هذا الحساب يساعد في تتبع المردودات وفهم سببها، كما يلعب دورًا في إعداد الحسابات الختامية وتقدير التكاليف الفعلية للمشتريات.
- مصروفات الشراء: وهي أي مصروفات تم إنفاقها للحصول على الموارد والبضائع، وتشمل تكلفة البضائع، مصاريف الشحن والتوزيع، مصاريف التخزين، مصاريف تكاليف الموردين، مصاريف الجمارك والضرائب، ومصاريف التفتيش والفحص.
- المبيعات: هو حساب يُستخدم لتسجيل إجمالي الإيرادات الناتجة عن بيع البضائع أو الخدمات خلال فترة زمنية معينة. يتم تسجيل المبيعات على الجانب الائتماني من حساب المبيعات، ويُستخدم حساب المبيعات كجزء من عملية إعداد الحسابات الختامية لتحديد إجمالي الإيرادات وتحليل أداء المبيعات للفترة المحاسبية.
- مردودات المبيعات: هو حساب يُستخدم لتسجيل القيمة المالية للمبيعات التي تم إرجاعها من قبل العملاء، حيث يُسجل هذا الحساب على الجانب الدائن لتسجيل القيمة المالية للمبيعات التي تم إرجاعها؛ فعندما يقوم العملاء بإرجاع المنتجات أو الخدمات التي تم شراؤها بناءً على سبب معين مثل عيوب في المنتج أو عدم الرضا عنه، يتم تسجيل قيمة هذه المردودات في حساب “مردودات المبيعات”، بحيث تساعد مردودات المبيعات في تتبع وفهم أسباب إعادة المنتجات أو الخدمات، وتلعب دورًا هامًّا في عملية إعداد الحسابات الختامية لتقدير الخسائر أو الأثر المالي الناتج عن هذه المردودات.
حساب الربح والخسارة
يعد حساب الربح والخسارة ثاني الحسابات التي يتم إعدادها في الحسابات الختامية وهو يُستخدم للتأكد من صافي الربح/الخسارة ومصروفات الأعمال خلال السنة المحاسبية، وكذلك النفقات غير المباشرة للشركة التجارية، مثل مصاريف الإيجار والرواتب ونفقات الإعلان، كما يشمل حساب الربح والخسارة المصاريف والخسائر بالإضافة إلى الدخل والمكاسب التي حدثت في أعمال أخرى غير إنتاج السلع والخدمات.
حساب الميزانية العمومية
تعد الميزانية العمومية بيانًا يوضح إجمالي الأصول وإجمالي الالتزامات ورأس مال الشركة؛ حيث توجد الأصول على الجانب الأيمن من الميزانية العمومية، بينما يوجد رأس المال والالتزامات على الجانب الأيسر. وتجدر الإشارة إلى أنه يجب أن يكون إجمالي الأصول مساويًا لإجمالي الالتزامات ورأس المال حتى تتطابق الميزانية العموميّة.
تعرّف أكثر في هذه المقالة: الأصول الثابتة: ما هي؟ وما أمثلتها؟
ما هي أهداف الحسابات الختامية؟
هنالك عدّة أهداف من إعداد الحسابات الختامية، وهي:
- الحصول على إجمالي الربح أو الخسارة، والتشعب في المصاريف غير المباشرة.
- التأكد من صافي أرباح أو خسائر الكيان التجاري.
- تقسيم الأصول والالتزامات حسب فترات الاحتفاظ والاستخدام، من خلال الميزانية العمومية.
- تحديد الربح أو الخسارة التي تتكبدها المنشأة خلال السنة المالية.
- تحديد الوضع المالي للشركة.
- توفير المعلومات لمستخدمي المعلومات المحاسبية (مثل المالكين والدائنين والمستثمرين وغيرهم من أصحاب المصلحة).
ما هو الفرق بين الحسابات الختامية والقوائم المالية؟
الحسابات الختامية والقوائم المالية هما مفهومان محاسبيان مرتبطان بتقارير الأداء المالي للشركات، وعلى الرغم من أن المصطلحين قد يبدوان متشابهين، فإنهما يتناولان جوانب مختلفة؛ فمن حيث المفهوم تشير الحسابات الختامية إلى عملية إعداد التقارير المحاسبية النهائية والتي تأتي عادةً في نهاية الفترة المحاسبية، بما في ذلك الدفاتر الرئيسة مثل ميزان المراجعة وحساب الربح والخسارة، أما عن القوائم المالية، فهي قوائم محاسبية يتم إعدادها بشكل إما ربع سنوي، نصف سنوي أو سنوي. وتشمل القوائم المالية كلًّا من: قائمة الدخل، وقائمة المركز المالي، وقائمة التدفقات النقدية، وقائمة حقوق الملكية، وهي قوائم تعكس جوانب محددة من الأداء المالي للكيان التجاري.
وفي النهاية، يمكن اعتبار الحسابات الختامية جزءًا من العملية العامة لإعداد القوائم المالية، حيث تمثل خطوة أساسية في هذه العملية.
التعديلات في الحسابات الختامية
عندما يتم الاحتفاظ بالدفاتر وفقًا لمبدأ المحاسبة على أساس الاستحقاق، يجب تسجيل الإيرادات والمصروفات على أساس الاستحقاق، وهذا يعني أن الدخل المكتسب في السنة المالية الحالية سواء تم استلامه أم لا والمصروفات المتكبدة للسنة المالية الحالية سواء كانت مدفوعة أم لا- يجب أن يتم حسابها في السنة المالية الحالية، وهذا يؤدي إلى تعديلات في الحسابات الختامية، ودائمًا ما تظهر التعديلات خارج ميزان المراجعة.
أسئلة شائعة
-
ما هي الغاية الأسمى من إعداد الحسابات الختاميّة؟
يتم إعداد هذه الحسابات النهائية لفترة محددة؛ لتحديد الوضع المالي للشركة وبيان الربح أو الخسارة، وبموجِب هذا فمن الضروري إنشاء حساب تداول، وحساب الأرباح والخسائر، والميزانيّة العمومية.
-
ما هو أساس الحسابات الختامية؟
يعد ميزان المراجعة هو الأساس في الحسابات الختاميّة، حيث يتضمن ميزان المراجعة جميع أرصدة حسابات دفتر الأستاذ، بما في ذلك أرصدة حسابات المصروفات والإيرادات والأصول والخصوم ورأس المال والرسومات، ويتكون ميزان المراجعة من عمودين رئيسين وهما: الخصم والائتمان.
-
ما هي سمات الحسابات الختامية؟
- يعد إعداد الحسابات الختامية مطلوبًا قانونيًّا بالنسبة للكيانات.
- يتم إعداد الحسابات الختامية لعرض وتقديم الأداء والوضع المالي للكيان إلى أصحاب المصلحة والمستثمرين والمروّجين وغيرهم.
- تقدّم الحسابات الختامية رؤيةً دقيقةً وعادلةً للأداء المالي للكيان من خلال توفير معلومات دقيقة وكاملة فيما يتعلق بالأعمال مع الملاحظات والإفصاحات المناسبة عن الحقائق المحاسبيّة.
-
ما هي إيجابيات إعداد الحسابات الختامية؟
هنالك عدّة إيجابيات لإعداد الحسابات الختامية، وهي:
- مساعدة الإدارة على العثور على نقاط الضعف المحتملة في الكيان وتحديد المجالات الرئيسة التي تحتاج إلى اهتمام خاص.
- تعد الحسابات الختامية المصدر للعلاقات الخارجية مثل المساهمين والمستثمرين لدراسة وضع المنشأة وأعمالها؛ وبالتالي توفير معلومات موثوق بها للجمهور.
- توفّر الحسابات الختاميّة بيانات ومعلومات كافية للمستخدمين لتقييم قيمة الكيان التجاري.
- يؤدي إعداد الحسابات الختامية إلى زيادة دقة وفعالية الحسابات.
- اكتشاف أي أخطاء أو احتيال وإمكانية تصحيحها بسرعة.
- توضيح حالة المنشأة والأعمال خلال الفترة.
-
ما هي المشكلات التي قد تحدث عند إعداد الحسابات الختامية؟
هنالك بعض المشكلات التي قد تحدث عند إعداد الحسابات الختامية، وهي:
- تعتمد عملية إعداد الحسابات الختامية بشكل رئيس على أساس المعاملات التاريخية والنقدية؛ مما يوفر فقط عرض المعاملة المالية للمستخدمين والجمهور، أي أنها لا توفر المعلومات المتعلقة ببيئة عمل الكيان ورضا العملاء عن الخدمات والسلع التي تقدمها الشركة.
- لا يمكن التأكد من أن البيانات المالية خالية تمامًا من أي أخطاء نظرًا لوجود قيود متأصلة في تدقيق البيانات المالية، والتي لا يمكن أن تضمن بنسبة 100٪ أن البيانات المالية خالية من أي أخطاء.
- هناك فرص كبيرة لتأثر البيانات المالية بسبب الحكم الشخصي للمحاسب أو حكم موظفي الإدارة.
في الختام
إذًا كما تمّ بيانه سابقًا، فإن الحسابات الختامية تعد من أهم الخطوات الحيوية في الدورة المحاسبية والتي يجب ألا يغفل عنها أي محاسب مالي وفي الختام، تُظهر الحسابات الختامية أهميتها البالغة في فهم وتحليل الوضع المالي للمؤسسات؛ فهذه الحسابات تمكِّن القادة وصنّاع القرار في المؤسسات من اتخاذ خطوات مستنيرة بناءً على تقدير دقيق للربح والخسارة، وفهم الوضع المالي والأداء التشغيلي للمؤسسة.
وهنا نود إخبارك بأنه لا داعي للقلق بشأن إعداد الحسابات الختاميّة لمشروعك؛ فبرنامج المحاسبة العامة من فوم سيوفر لك إمكانية إصدار الحسابات الختاميّة بشكل منفصل عن القوائم المالية والتقارير الاعتيادية؛ حيث يبدأ البرنامج بتسجيل قيودك في دفاتر اليومية ونقلها بعد ذلك إلى دفاتر الأستاذ، مما يتيح لك إصدار تقارير مخصصة لكل دفتر، وفي النهاية، يمكنك بسهولة إصدار تقارير ختامية محددة مثل تقرير الربح والخسارة أو حساب المتاجرة بطريقة واضحة، سريعة، وفعالة فلا داعي للانتظار قدِّم الآن في برنامج فوم السحابي.